08‏/01‏/2015

انا مش ريسيكل بن


نفسك هى الوعاء أو الاناء الذى تصب فيه الأذن ما تسمع...  والعين ما ترى  والقلب ما يشعر والعقل ما يفكر  .... فتصنع مما ألقى  فيها هؤلاء .... مزيجا ...تخلطه بفطرتك ثم تنضح بما فيها منه ....  وسيكون  قلبك هو أول من يتشرب مما  نضحت به   .....لذا عليك ان تنظر  أى شئ  تصب فيها ؟ حتى لا تسقى  قلبك  مُر العواقب

للمخرج الرائع  محمد فاضل قول جميل ..قاله فى لقاء تلفزيوني فى إحدى البرامج  : المخرج يعرف  المسلسل الجيد من الرديء  بمجرد رؤية مشهد واحد  فيه ...وليس شرطا أن يتتبع حلقاته بالكامل ... ليحكم عليه....  لان خبرته تيسر عليه التفريق  سريعا بين الحسن والقبيح من العمل الدرامي .....فمشهد واحد بما فيه  من عناصر كالديكور والأداء التمثيلي والموسيقى وزاوية التصوير وحركة الكاميرا والإضاءة ....كاف وحده للحكم   على العمل ككل لان الجزء من كلٍ.... يدل عليه  .انتهى كلامه....

ونقول ان هذا المخرج الجيد الذى ينتقى أعماله بدقه ويحرص على بذل الجهد فيها ....لتخرج بصورة مشرفه له ولتاريخه كان حريصا على وعائه النفسي فلم يلقِ فيه ما يفسد ذوقه ويعطل إحساسه ....فصار يدرك بعين الخبرة  الشئ الجيد أو ضده بمجرد لمحة من عينه

 وهذا يعنى أن لوعائك .. عين خبرة... تنظر فيما يعرض عليها  فتقبلها أو تلفظها على حسب طبيعتها وذوقها .... فالطيب لا يقبل الا الطيب والخبيث لا يقبل سوى الخبيث مثله .

كذلك نفسك ان ألقيت فيها كل ما هو طيب وراق وأخلاقي وعودتها عليه ... صارت لها خبرة تستشعر  بها عن بعد فتلتقط لك  الجميل  وتصد عنك  القبح  

لذا عليك ألا تسمح لعينك أن تلقى فى الوعاء فيلما رديئا أو مسلسلا هابطا ...ولا تسمح لأذنك بإلقاء  القبيح من القول  أو الطرب   فى الوعاء ولا تسمح لقلبك أن يلقى بغضا وحسدا وسوادا .... وكذا لا تسمح لصديق  سئ  بإلقاء  أدرانه  فى وعائك ....

نفسك ليست" سلة مهملات"  أو" ريسيكل بن"  بتعبير الكمبيوتر... كل من هب ودب يلقى فيها ما يحلو له من قاذورات ..... راقب ما يلقى فى وعائك حتى لا يفسد ذوقك وتعطب أخلاقك فينضح وعائك بالخَبث .