24‏/01‏/2015

ولأنها ...... كانت يوماً ما حبيبتى 
فما زالت نفسى تلح بطلبها
 
ويحى ماذا أرجو ؟ بعد أن بعثرت ذرات الهوى .....
على كل شعبٍ فى العقل مِقفرة
فقلبى وان بات عاجزاً عن الفراق 
فصدرى أنهكته رشفاتها
 
فكيف لأنفى احتمال طيب الذكر
 
اذا البُن خالط الماء الفائر فانبعث عبيرها
 
فهل يسكن داء الشوق وقتها ...
أم يعلن العقل هزيمته أمام سحرها ؟
 
....................................................................
أبيات ألفتها وانا فى طريقى للمطبخ لعمل القهوة .....
طبعا كده عرفتم اجابة سؤال البيت الاخير

08‏/01‏/2015

انا مش ريسيكل بن


نفسك هى الوعاء أو الاناء الذى تصب فيه الأذن ما تسمع...  والعين ما ترى  والقلب ما يشعر والعقل ما يفكر  .... فتصنع مما ألقى  فيها هؤلاء .... مزيجا ...تخلطه بفطرتك ثم تنضح بما فيها منه ....  وسيكون  قلبك هو أول من يتشرب مما  نضحت به   .....لذا عليك ان تنظر  أى شئ  تصب فيها ؟ حتى لا تسقى  قلبك  مُر العواقب

للمخرج الرائع  محمد فاضل قول جميل ..قاله فى لقاء تلفزيوني فى إحدى البرامج  : المخرج يعرف  المسلسل الجيد من الرديء  بمجرد رؤية مشهد واحد  فيه ...وليس شرطا أن يتتبع حلقاته بالكامل ... ليحكم عليه....  لان خبرته تيسر عليه التفريق  سريعا بين الحسن والقبيح من العمل الدرامي .....فمشهد واحد بما فيه  من عناصر كالديكور والأداء التمثيلي والموسيقى وزاوية التصوير وحركة الكاميرا والإضاءة ....كاف وحده للحكم   على العمل ككل لان الجزء من كلٍ.... يدل عليه  .انتهى كلامه....

ونقول ان هذا المخرج الجيد الذى ينتقى أعماله بدقه ويحرص على بذل الجهد فيها ....لتخرج بصورة مشرفه له ولتاريخه كان حريصا على وعائه النفسي فلم يلقِ فيه ما يفسد ذوقه ويعطل إحساسه ....فصار يدرك بعين الخبرة  الشئ الجيد أو ضده بمجرد لمحة من عينه

 وهذا يعنى أن لوعائك .. عين خبرة... تنظر فيما يعرض عليها  فتقبلها أو تلفظها على حسب طبيعتها وذوقها .... فالطيب لا يقبل الا الطيب والخبيث لا يقبل سوى الخبيث مثله .

كذلك نفسك ان ألقيت فيها كل ما هو طيب وراق وأخلاقي وعودتها عليه ... صارت لها خبرة تستشعر  بها عن بعد فتلتقط لك  الجميل  وتصد عنك  القبح  

لذا عليك ألا تسمح لعينك أن تلقى فى الوعاء فيلما رديئا أو مسلسلا هابطا ...ولا تسمح لأذنك بإلقاء  القبيح من القول  أو الطرب   فى الوعاء ولا تسمح لقلبك أن يلقى بغضا وحسدا وسوادا .... وكذا لا تسمح لصديق  سئ  بإلقاء  أدرانه  فى وعائك ....

نفسك ليست" سلة مهملات"  أو" ريسيكل بن"  بتعبير الكمبيوتر... كل من هب ودب يلقى فيها ما يحلو له من قاذورات ..... راقب ما يلقى فى وعائك حتى لا يفسد ذوقك وتعطب أخلاقك فينضح وعائك بالخَبث .


07‏/01‏/2015

طفل المطعم

اقترحت علىّ زميلتى فى العمل... الخروج لشراء سندوتش فول للافطار،  فقلت لها : أخرج فى مثل هذا الجو القارص البرودة وأترك عملى ...من أجل سندوتش فول انها لتضحية كبيرة ......قالت : معلش عشان خاطر عصافير بطنى الجعانة ...مش عشانى أنا.... ذنبها فى رقبتك لو ماتت من الجوع .

وافقتها بعد ألحاح منها وبينما كنا واقفتان أمام المطعم فى انتظار البائع حتى ينتهى من اعداد الشندوتشات ...وجدت زميلتى تتمتم بالأسف وتكاد تبكى ...ثم تغمزنى وهى تلف بيدها رأسى فى اتجاهه ....يا الله ....طفل فى عمر السابعة تقريبا يجلس ملصقا ركبتيه على الأرض وامامه سبت ملئ  بالبطاطس وضع أمامه لتقشيره....وقد أجلسه صاحب المطعم على الرصيف ليقوم بتلك المهمه أمام المحل  فى عز البرد .....

تأملناه بينما هو لم ينظر الينا ولم يلحظ نظراتنا المصوبه نحوه ونحن نمصمص شفاهنا على سوء حظه وفقره الذى أوقعه فى يد من لا يرحم .....

 هل رأى أطفالنا المدللون هذا الطفل ليكفوا عن البطر والتذمر وطلب المزيد من الأشياء التافهة لمجرد تقليد أندادهم ..ان هذا الطفل مأساته ليست فى كونه يعمل فى هذا السن المبكر هذا العمل الشاق وفقط  .....بل قد يكون من الجيد تعويد أطفالنا على العمل وتحمل المسؤلية بالقدر الذى يتناسب مع أعمارهم ....ولكن المأساة فى افتقاده للحنان والرعاية ...فأى طفل يحرم منهما تتشوه فطرته وتعتل صحته النفسية

لن أنس المرة  التى جلست فيها مع احدى المسؤلات عن دار رعاية الايتام وكنت اتبرع بمبلغ من المال .... فعرضت على الدخول للاطفال لمشاهدتهم ...صراحة ....قبلت على مضض لانى لم أر من ضرورة لفعل هذا ...فهم فى أعمار صغيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات يحتاجون للمال الذى أتصدق به ولن تنفعهم رؤيتى لهم بشئ !!!!!

...لكننى وافقت فى النهاية ....وما ان فتحت المشرفة باب  غرفتهم الخالية من الفرش الا من سجادة سميكة تغطى البلاط .... الا وجدت  اكثر من عشر أطفال يمسك كل واحد منهم بلعبة.. و ثلاثة  أطفال منهم ما ان رأونى ....حتى ألقوا ما يمسكون به من لعب بعيدا واندفعوا تجاهى يتسابقون  فى الوصول لحجرى وحضنى بعد أن جلست على الأرض ....فرفعت الأول الى صدرى  فبكى الثانى ومد يديه الصغيرتين لى متوسلا كى أحمله  والثالث ارتضى بالتقوقع فى حجرى .....

لا حول ولا قوة الا بالله .....فهمت الان ان "المال " وحده ليس كافيا .....انهم يحتاجون "لقلوب " تحتويهم بالحب "ويد " تمسح على أجسادهم بالرفق  ....ليتنا نصطحب أطفالنا حين نذهب الى دور الايتام ليحمدوا الله على ما هم فيه من نعمة وليكفوا عن التذمر والتدلل السخيف ....ليتنا ننظر لأطفال الشوارع  ...كأفراد بعين العطف وكمجتمع بعين الرعاية ....وليتنا نفكر فى كفالة الايتام.... لكن ليس بالمال فقط.... بل ببذل الحنان والرعاية لهم وكأنهم فرد من عائلتنا .

و لك الله يا طفل المطعم يا من هيجت الشجون وأطلقت الألسن لتستغفر الله وتحمده .