12‏/08‏/2011

رحلة الخطوات

خواطر حول سن الاربعين


( ووصينا الانسان بوالديه احسانا .حملته أمه كرها ووضعته كرها. وحمله وفصاله ثلاثون شهرا.حتى اذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنه قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وان أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى .انى تبت اليك وانى من المسلمين)-15 الاحقاف
كنت اقرا هذه الايه قبل هذا اليوم دون ان يستوقفنى التفكير لانى كنت دون سن الاربعين...كنت اقراها فى العشرين...فى الثلاثين،اما الان وانا على اول عتبه فى سن الاربعين ،اقراها واشعر انها تخصنى تحدثنى انا وتتلمس طريقها الى ذهنى
فماذا تقول واى خواطر القتها فى روعى؟


الحقيقه ان المولى عز وجل واقولها بحذرو خوف شديدين...يطلب منى التوقف بخطواتى على درب الحياه لاتأمل... فى اى مكان الان تدب هذه الخطوات؟ ومن اين كانت بدايتها؟ والى اين ستكون نهايتها؟
البدايه كانت تعثر وسقوط ثم قيام وثبات،والنهايه كانت ضعف واهتزاز
فمنذ انتقالنا من عالم الظلمات الثلاث الى عالم تلقتنا فيه يد الحياه ،وهى تاره تهدهدنا وتاره تهددنا



اغلبنا عاش المرحله المبكره من حياته تحت مظله ابوين يحملانه ويحملون عنه عبأ الحياه وقسوتها،  ومضت به الحياه من الشباب بكل ما فيه من قوه وجمال وغرورمع غياب الحكمه لان دورها على مسرح الحياه لم يكن قد أتى بعد... يدفعنا الغرور احيانا الى الحماقه والاندفاع ولم لا ونحن فى هذه السن يعطينا الكبار الرخصه فى الخطأ_دائما نسمعهم يقولون (لسه صغيرين.. معلش بكره يعقلوا....)
اذن فلتكن خطواتنا فى هذه المرحله قفزا وليس سيرا حيث كل ما فيها لذيذ وجميل والخطأ مسموح بنسبه تسمح للطيش ان يتمدد... الى ان......
نصل الى محطه (حتى) التى وردت فى الايه الكريمه...حتى اذا بلغ أشده.....
فماذا بعد حتى؟؟؟

انها اهم مرحله فى عمر الانسان حيث تقع بين مرحله رعونه وطيش تسبقها وحكمة واتزان تليها

كنت مسؤلا فى البدايه من ابويك ثم تستقل بذاتك ثم تحمل مسؤليه اخر وهم اولادك الى ان يكبروا وهكذا تدور الحياه
 وعندما يسلم  زمام المسؤليه الى يدك... تسال وتحاسب عما يجب عليك فعله تجاه الآخرين ولذلك كان صدر الآيه تذكره لك بما فعلته الام من أجلك حتى تضعها فى اولوياتك من الرعايه والتقدير

والايه الكريمه تشتمل على كلمات لابد ان تستوقف عقلك للتأمل مثل كلمه( نعمتك) هناك الكثير من النعم التى اعتدنا وجودها فى حياتنا فلم نلتفت اليها وحان الان وقت الاعتذار للمولى عز و جل عن غفلتنا مع كل الدعاء له ان يعفو وان يعيننا على تذكر النعم لدوام الشكر وعدم الغفله ثانيه عنها وان يوفقنا فى اجتياز هذه المرحله الحرجه من العمر

ربما يتسائل البعض... وما يدريك انها احرج مرحله فى العمر ربما ادركتك الشيخوخه فوجدت فيها ما هو احرج  واصعب !
 الحق انى احسب ان الله تعالى يتجاوز عن العبد اذا كبر سنه وشاب فى الاسلام،بل الاكثر يوليه عنايه كبيره ويأمراولاده او من هم اصغر منه سنا ان يستوصوا به خيرا....(....فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما...)
اذن ستدور العجله مره اخرى لتعود الخطوات كما كانت بدايتها ضعيفه وواهنه
فلننتبه... ونحن فى سن الاربعين تحت عين الرقيب الذى لايغفل عنه مثقال ذرة فلنثبت على ما يرضى ولنشكر النعم ولنلتمس التوفيق والصبر فما هى الا سنوات تمر  وننتقل بخطواتنا الى قرب نهايه الرحله حيث نكون تحت عين الرحيم التى تعفو وتتجاوز الى ان نصل الى نهايه الرحله واستقرار الخطوات فى مستودعها الاخير الذى يعلمه الله
كيف يمضى بنا العمر ونحن ما زلنا نستمرأ الغفله ونغط فى سبات على صدر حياه سنستيقظ يوما ونجدها اسقطتنا من صدرها الى قدميها وربما داست باقدامها على من ظن انه ابنها المدلل، فنحن لسنا ابنائها ولكن نحن ابناء الموت(وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور) فمنذ ولادتنا وخطواتنا تسير نحوه ولكن بعضنا لا يعرف هذا الا بعد فوات الاوان،ادعو الله لى ولكم ان تكون ختامها خير وبدايه لحياه سرمديه جمالها حقيقى وليس زائف

هناك 5 تعليقات:

Khaled Ibrahim يقول...

مبدعتنا ملكة الإحساس عبير أمين
شرفنى المرور على هذه المدونة والتى للأسف لم أعلم بها سوى اليوم وسأحرص بكل تأكيد على متابعتها بشكل مستمر بإذن الله
أسعدنى وجذبنى جدا هذا القلم الحساس المتدفق نحو ما يطرح من فكرة وهل هناك أهم من عمر الإنسان
بكل تأكيد لكل عمر جماله ولقد ذكرتينى بقصة كان فيها أحد الأمراء يضحك مع رجل طاعن فى السن فقال له الأمير مداعبا:آلا تؤثر الموت يارجل
قال الرجل:لا يا أمير فأنا الأن إذا جلست ذكرت الله وإذا قمت حمدت الله وأتمنى أن تدوم لى هاتان الخلتان.
سن الأربعين هو سن النضج الفكرى ونحن فى مجتمعاتنا لا ندرك رؤية جماليات العمر فنختصرها فى مرحلة الصغر أو الشباب فقط
الروح فى كل عمر لا يملكها سوى الله ولكن الجمال نملكه بداخلنا نحن ونحن المسئولون عنه
تحية لقلمك الحساس المتدفق والموضوع جميل وهام ويفتح طرقا كثيرة للتأمل.
أشكرك وباقة ورد وتحية خاصة لحضرتك
خالد ابراهيم

عبيرأمين يقول...

الكاتب المبدع أ/خالد
كم اسعدنى زيارتك للمدونه التى أحبو بها على استحياء فى درب المدونين.....وكلماتك وارائك ستكون عونا لى على ثبات خطواتى،لذا انتظر دائما تشجيعك ومرورك...تحياتى

شهرزاد المصرية يقول...

عزيزتى
أنت كاتبة مبدعة أين كنت تختفين عنا؟
كما أنى أحيى شجاعتك على الإعتراف بسنك و ذلك بإعتبار أنى إمراة مثلك و من نفس سنك و أنا أيضا دونت عن سن الأربعين فى بداياتى التدوينية التى لم يمض عليها سوى شهور
فى إنتظار جديدك
تحياتى

عبيرأمين يقول...

عزيزتى شهرزاد اسعدنى وجودتعليقك فى المدونه كما يسعدنى ان اتابع مدونتك وليتك تقومى بعمل مشاركه لهاعلى الفيس كما يفعل أ/خالد...اما بالنسبه لشجاعتى فى الافصاح عن سنى ...فانا لا اهتم بعدد ما احصت السنين على، قدر اهتمامى بما حصلته منها وبما ربحت من خبره وبما قدمت من عمل فيها وبما تعلمت من دروس، ولن نحوز جمال كل مرحله عمريه الا اذا اعترفنا بها ورضينا بالمزايا والعيوب فيها...تحياتى

غير معرف يقول...

جمييييييييييل جدا الاسلوب يمتاز بصدق ورقه فتمتصه العيون ليترجمه العقل بهدوء وهكذا تختلف قراءة عن قراءة واسلوب هادئ عن اسلوب اخر صارخ أما عن الماده فهى رحله جميله للمقصود من سن الاربعين والذى يشير اليه المولى بانه اكتمال العقل فيه ولذلك كان كل الرسل يبعثون فى هذه السن وفعلا سبحان الله فهو الخالق ويعلم خلقه فهو القائل ....الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .... صدق الله العظيم . بجد موضوعك شيق ومفتاح تأمل ربنا يجعله فى ميزان حسناتك